[center][size=18][color=yellow][img]
http://www.aljazeerasport.net/NR/rdonlyres/10F23509-A9A2-483D-889A-F97CCABA1320/16492/Autralia_GP_B.jpg[/img]تعود الحياة مجدداً إلى حلبات بطولة العالم لسباقات فورمولا وان اعتباراً من الجمعة موعد انطلاق التجارب الحرة لجائزة أستراليا الكبرى، حيث ستشكل حلبة البرت بارك في ملبورن بداية عصر جديد يصعب توقع أبطاله بعدما خلطت الأوراق بغياب أسطورة فيراري الألماني ميكايل شوماخر الذي شكل رحيله نقطة تحول في رياضة الفئة الأولى.
ويمكن القول أن الأمور انقلبت رأساً على عقب بين جائزة البرازيل الكبرى على حلبة انترلاغوس التي كانت خاتمة الموسم الماضي وجائزة أستراليا الكبرى التي تعود لتكون نقطة البداية بعد أن تخلت عن هذا الواقع لمصلحة حلبة صخير البحرينية الموسم الفائت بسبب تزامن موعد السباق مع دورة العاب الكومنولث.
فالغائب الأكبر عن منافسات هذا الموسم سيكون دون أدنى شك مايكل شوماخر الذي ودع رياضة الفئة الأولى الموسم الماضي مكتفياً بمركز الوصافة، بعدما فرض نفسه خلال 16 موسماً "أسطورة" جمعت جميع الألقاب والأرقام القياسية، تاركاً الساحة للإسباني فرناندو ألونسو الذي وضع حداً لسيطرة "شومي" على البطولة منذ عامين وتوج نفسه أصغر بطل في تاريخ هذه الرياضة عام 2005 ثم حافظ على لقبه العام الماضي.
ولن تكون الطريق مفروشة بالورود بالنسبة لأبن مدينة أوفييدو لأنه قرر البحث عن تحد جديد مثمر من الناحية المادية لكن يحوم حوله الشك من ناحية النتائج.
ألونسو وتحدٍ جديد
وسيكون تحدي ألونسو متمثلاً في إخراج فريقه الجديد ماكلارين مرسيدس، الذي قرر الانتقال إليه في منتصف الموسم الماضي تاركاً فريق رينو الذي وضعه على خارطة العالمية والنجومية، من دائرة النتائج المتأرجحة وإعادته لخارطة الألقاب التي غابت عن خزائنه منذ عام 1999 عندما توج الفنلندي ميكا هاكينن بطلاً للسائقين، فيما كان لقب الصانعين حينها من نصيب فيراري بفضل شوماخر الذي وضع "الحصان الجامح" حينها على طريق فرض نفسه بطلاً للأعوام الخمسة التالية.
ويبدو آن ألونسو واثق من قدرته على الاحتفاظ بلقبه للعام الثالث على التوالي، رغم أن فريقه الجديد لم يصعد إلى منصة التتويج ولا حتى مرة واحدة خلال الموسم الماضي بسبب المشاكل التي واجهتها "ام بي 4-21" خصوصاً من ناحية جدارة التشغيل والأعطال الميكانيكية التي لاحقت الفنلندي كيمي رايكونن المنتقل إلى فيراري هذا الموسم.
وقال ألونسو عقب إطلاق سيارة الموسم "ام بي 4-22" في شوارع فالنسيا "لا أعلم فعلاً كيف سيكون وضع فيراري ورينو هذا الموسم، لكننا نملك ثقة كبيرة في نفسنا. إن جميع المعلومات التي أملكها من نفق الهواء (المخصص لدرس انسيابية السيارة) والمحرك واعدة وإيجابية، فإذا ترجمت تلك المعلومات على أرض الحلبة سنملك سيارة جيدة، اعتقد أننا سنكون أقوياء".
وسيقود ألونسو إلى جانب الوافد الجديد "تايغر وودز فورمولا وان" البريطاني لويس هاميلتون الذي سيدخل التاريخ الأحد المقبل بكونه أول سائق اسود يأخذ إشارة الانطلاق في هذه الرياضة بعد أن فضله مدير الفريق البريطاني-الألماني رون دينيس على الإسباني بدرو دي لا روزا الذي حل بدلاً من الكولومبي خوان بابلو مونتويا في منتصف الموسم الماضي، وسيكتفي الاسباني بمركز سائق التجارب إلى جانب البريطاني غاري بافيت.
فيراري بصحة جيدة
أما في معسكر "سكوديريا" فيراري فالتغييرات كانت بالجملة وبالتالي يجوز القول أن رحيل شوماخر عن "الحصان الجامح" شكل بداية نهاية "فريق الأحلام" خصوصاً بعد أن انضم إليه المهندس التقني براون الذي يبحث عن الراحة والابتعاد عن عالم رياضة الفئة الأولى من أجل إمضاء المزيد من الوقت مع عائلته.
وستكون حظيرة "الحصان الجامح" مكاناً مختلفاً عما كانت عليه في الأعوام العشرة الماضية في عدة نواحي، أولها تعاقد الفريق الايطالي مع سائق ماكلارين مرسيدس الفنلندي كيمي رايكونن ليحل بدلاً من شوماخر، وثانيها تقني-فني يتمثل برحيل براون وتسلم مدير الفريق الفرنسي جان تود مهام المدير العام التنفيذي في فيراري، فحل بدلاً منه ستيفانو دومينيكالي، فيما كان بديل براون ماريو الموندو.
أما الغائب الأكبر من الناحية التقنية فيسكون المهندس المشرف على إنتاج المحرك باولو مارتينيلي الذي قرر التفرغ إلى الشركة الأم فيات، خصوصاً أن قانون تجميد تطوير المحركات لمدة 3 أعوام جعل هامش تحرك المهندسين صغيراً جداً ما دفع مارتينيلي إلى الرحيل على الأرجح.
ورغم هذه التغييرات الجذرية تبدو فيراري بصحة جيدة لاستعادة لقب الصانعين من رينو ولقب السائقين من ألونسو وسيكون سلاحها السيارة الجديدة "اف 2007" التي ستخلف "248 اف 1" و"رجلها الجليدي" الجديد رايكونن والى جانبه البرازيلي فيليبي ماسا الذي أعرب عن نيته بأن يكون السائق الأول في الفريق الايطالي وبأنه لن يرضى بعد الآن بلعب مهمة السائق الثاني بعدما اثبت الموسم الماضي جدارته.
ويبقى السؤال أي من السائقين سيتمكن من فرض نفسه ولعب دور القيادة؟
الجواب جسده براون بتصريح في بداية الأسبوع، عندما توقع أن لا تفضل فيراري بين ماسا ورايكونن و"أن على السائقين أن يفرضا نفسهما لكي يلعب أحدهما دور القيادة"، مضيفاً " شوماخر فرض نفسه كسائق أول في الفريق كونه الأسرع وهذا ما سيحصل في فيراري هذا الموسم. شوماخر كان أفضل من ماسا حتى نهاية الموسم، إلا أن فيليبي اثبت تطوره بشكل كبير وفي حال استمر في أدائه التصاعدي سيكون من أفضل السائقين في البطولة مستقبلاً، والسؤال سيكون هل سيستطيع تحقيق ذلك؟".
ورشح روس براون فيراري للمنافسة بجدية على اللقب رغم الواقع الجديد الذي تختبره "سكوديريا" باعتزال نجمها المطلق شوماخر بطل العالم سبع مرات.
رينو الأكثر غموضاً
أما في معسكر بطلة العالم رينو فتبدو الأمور أكثر غموضاً من منافستيها ماكلارين مرسيدس وفيراري، خصوصا برحيل ألونسو الذي حل بدلاً منه الفنلندي الشاب هايكي كوفالاينن.
ويضع الفريق الفرنسي بقيادة مديره الفذ الإيطالي فلافيو برياتوري أمامه هدفاً أساسياً هذا الموسم وهو التأكيد أنه كان وراء النجاحات الملفتة التي حققها ألونسو في العامين الماضيين وبأنه لن يتأثر برحيل الأخير إلى فريق ماكلارين مرسيدس.
ولا يوجد أي مبرر تقني لرينو الجديدة "ار 27" لتكون أقل بريقاً من النسختين السابقتين "ار 25" وار 26" في 2007، خصوصاً أن الطاقمين الفني والتقني لم يشهدا أي تغيير كبير لكن يبقى السؤال هل سيتمكن الايطالي جانكارلو فيزيكيلا من لعب دور القيادة ومقارعة الكبار بمن فيهم ألونسو ورايكونن وماسا.
إن سنة 2007 ستكون نقطة تحول بالنسبة لفيزيكيلا الذي تخلص من ظل ألونسو وأصبح في الواجهة على متن سيارة توجت بلقب الصانعين في العامين الماضيين وفرضت تفوقها بقيادة برياتوري.
ولا يبدو أن التفاؤل يسود أجواء رينو على الأقل في السباق الافتتاحي الأحد المقبل إذ اعترف كبير المهندسين بات سيموندز أن فوز أحد سائقي الفريق الفرنسي في ألبرت بارك الاسترالية مستبعد جداً وبأن بطلة العالم لن تتمكن على الأرجح من الظفر بلقب الصانعين للعام الثالث على التوالي.
وعانت رينو خلال التجارب الإستعدادية للموسم الجديد بحيث اعترف فيزيكيلا أن "ار 27" متأخرة بنصف ثانية عن منافستيها فيراري "اف 2007" وماكلارين مرسيدس "ام بي 4-22"، ولهذا السبب اعتبر سيموندز أن الفوز في ملبورن سيكون بعيداً عن متناول سائقيه فيزيكيلا وكوفالاينن.
وقال سيموندز "أعتقد أننا سنكون واقعيين حول مستوانا في الفترة الحالية، نعلم أننا لسنا في نفس الموقع الذي كنا عليه منذ 12 شهراً، إلا أننا متفائلون من التجارب التي خضناها مؤخراً
في البحرين، هناك بعض النقاط التي يجب العمل عليها لتحسين السيارة ونعلم ماذا علينا أن نفعل، ونتوقع أن تكون المنافسة في 2007 شرسة جداً ونجن جاهزون للمعركة".
وبدوره اعتبر فيزيكيلا أن رينو ستنافس في ألبرت بارك للصعود على منصة التتويج لكن ليس على الدرجة الأولى، مضيفا "إذا لم يكن باستطاعتنا المنافسة على الفوز، سأحاول جهدي لكي احصل على نقاط أكثر من منافسينا والصعود على منصة التتويج إذا أمكن".
أما كوفالاينن فيأمل أن يكون سباقه الأول في رياضة الفئة الأولى ناجحاً وأن يتمكن من الحصول على بعض النقاط، مضيفا "أتوقع سباقاً صعباً وأنا مستعد لكل الاحتمالات واعلم انه علي أن أقود بأقصى إمكانياتي، سنعمل مع الفريق لكي نصل ب"ار 27" إلى المرحلة التي يمكننا فيها أن نحصل على أقصى طاقة ممكنة".
وتابع "أما بالنسبة إلي شخصياً فأتمنى أن أنهي السباق دون مشاكل وان احصل على بعض النقاط، سيشكل ذلك بداية جيدة لي". [/color][/size][/center]