[img]
http://www.fosta.net/cutenews/data/upimages/abla15.jpg[/img] [b]هي واحدة من مبدعات التمثيل التلقائي الرافضات لنمطية الأداء المسرحي والافتعال غير المبرر. تشعر عندما تشاهدها بقربها منك أنها أختك أو جارتك أو والدتك. وهي الفنانة ذات الالف وجه القادرة على اقناعك بهم جميعا. فهي اللصة التائبة، والمعلمة ابنة البلد، والطبيبة، والموظفة، وسائقة التاكسي، والابنة الباحثة عن ابيها، وسيدة الاعمال. وعلى الرغم من عشقها للوقوف أمام كاميرات التصوير لأداء شخصية ما، الا أنها ترفض الظهور أمام كاميرات البرامج وعدسات المصورين لإجراء أحاديث صحفية عن دور لعبته أو عن حياتها الخاصة، لا لشيء الا لخجلها الزائد
إنها المبدعة عبلة كامل التي تعد نموذجاً معبرا للمرأة المصرية بكل أحلامها وطموحاتها وخلجات نفسها وحنانها ومشاعرها الدافئة ومخالبها التي تظهر عند الضرورة، لدرجة أن فناناً بحجم نور الشريف وصفها قائلا: «عبلة كامل باختصار النموذج الأمثل الذي يحلم بالوصول إليه أي ممثل عالمي».
ربما لم تكن عبلة كامل التي ولدت في السابع عشر من سبتمبر (ايلول) 1960، وتخرجت من كليه الآداب قسم مكتبات في عام 1984 تحلم بتلك النجومية التي حققتها، فهي لا تمتلك جمال منى زكي أو شقاوة حنان ترك، ولكنها دخلت عالم النجومية من أبواب التلقائية وخفة الدم وقسمات وجهها التي تعبر عن ملامح وجه غالبية نساء الشعب المصري الطيب المكبل بالهموم. وعلى الرغم من معارضة اسرتها لاحترافها الفن في البداية الا انها أصرت على موقفها ونجحت في إقناع أهلها بخوض التجربة ولم يتبق لديها سوى اقناع الجمهور بأنها فنانة حقيقية. كانت بدايتها الفنية على خشبة مسرح الجامعة، حيث كانت تقدم المسرحيات التي تعبر عن الجيل الذي عاصر تغيرات الستينات بأحلامها ونكساتها وأثرت في وجدانه وتفكيره. وفي عام 1985 اكتشفها المخرج العالمي يوسف شاهين وقدمها في فيلم «وداعاً بونابرت» الذي يعد أول أفلامها السينمائية على الإطلاق في دور قصير المشاهد شديد التأثير نجح في لفت الانظار اليها. لتبدأ رحلة الصعود التي استغرقت منها الكثير حتى تصل إلى القمة. خطوتها التالية بعد «بونابرت» كانت مع شاهين ايضا من خلال فيلم اليوم السادس الذي أكد على حضورها الطاغي على الشاشة الكبيرة التي قدمتها إلى التلفزيون في واحد من أكثر اعماله تأثيرا في الاذهان حتى يومنا هذا، كان ذلك من خلال مسلسل »ليالي الحلمية« التي شاركت في أجزائها الخمسة من خلال شخصية «رقية البدري»، والتي أدتها ببراعة لفتت اليها أنظار النقاد الذين شبهوها وقتها بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، مشيدين بتلقائيتها التي لا تقاوم. وهو ما رشحها لمشاركة الفنانة فاتن حمامة بطولة فيلم «يوم حلو يوم مر» في مطلع التسعينات، وهو الفيلم الذي شاهدها فيه الفنان محمد صبحي ليقع اختياره عليها لمشاركته بطولة مسرحية «وجهة نظر» التي لفتت النظر إلى موهبة عبلة كامل الكوميدية وخفة ظلها الباعثة للضحك دون تكلف. كما قدمت بعدها مع الفنان أشرف عبد الباقي مسرحية «الحادثة» والتي على الرغم من صعوبة دورها فيها، حيث تدور 90 في المائة من أحداث المسرحية بين بطلي العرض أشرف وعبلة، إلا أن أداء النجمين منعا الملل من التسرب لقلوب الجمهور في الصالة، وحافظا على أداء متوازن قدمت فيه دوراً كوميدياً تراجيدياً رائعاً. كل هذا النجاح لم يغير عبلة كامل ولا عاداتها التي تربت عليها، حيث أصرت على أن تعيش حياتها دون أن تسمح للفن بتغيير ملامحها الخاصة، ولهذا لم تعش عبلة مظاهر حياة الفنانين، وظلت تحيا حياة غالبية المصريات بما يميزها من بساطة وابتعاد عن الحفلات الفنية ورفض للظهور في أي من وسائل الاعلام، وكانت ترد الصحفيين بقولها: «إذا أردتم إجراء حوار معي فأمامكم أعمالي شاهدوها واحكموا عليها كما يتراءى لكم».
الاستثناء الوحيد في حياة عبلة فيما يتعلق بعلاقتها بالاعلام حينما ظهرت ولمدة عشر دقائق غلب على أكثرها الصمت مع الاعلامي مفيد فوزي في برنامج حديث المدينة على التلفزيون المصري عقب نجاح دورها في مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» مع نور الشريف. وتستمر عبله في مشوارها الثابت الخطى والذي كان يؤكد يوما بعد يوم على عمق موهبتها وأصالتها الفنية في أعمال سينمائية، كان من بينها «صراع الأحفاد» مع نور الشريف وصلاح السعدني. وفيلم الفانتازيا «سيداتي أنساتي» للمخرج رأفت الميهي، و«سارق الفرح» مع داوود عبد السيد، والذي قدمت فيه شخصية فتاة ليل بعيدا عن نمطية تلك الشخصية في السينما المصرية. هناك ايضا فيلم »سواق الهانم« مع أحمد زكي. وكلها أفلام كانت ترسم ملامح عبلة وتتنبأ بما سيؤول اليه مستقبلها السينمائي من نجاح. الا أن عام 2002 شهد تحولا في مسيرة عبلة السينمائية حين قدمت فيلم «اللمبي» والذي جسدت فيه دور الأم للفنان محمد سعد، على الرغم من إجادة عبلة في الدور وتحقيق الفيلم لايرادات تخطت حاجز الــ27 مليون جنيه، وهو ما عد انجازا في تاريخ السينما المصرية، الا أن الفيلم تعرض للكثير من الانتقادات من قبل عدد من النقاد الذين اتهموا السيناريو بالسطحية واستغلال نجمه محمد سعد في تحقيق إيرادات عالية من الشباك دون الاهتمام بقواعد العمل الدرامي ذاته. الا أن عبلة لم تلتفت لتلك الانتقادات وبخاصة بعد أن جعل الفيلم منها نجمة شباك في افلام الكوميديا فقدمت بعد «الليمبي» أفلاما أخرى من نفس نوعيته منها «كلم ماما» و«اللي بالي بالك» و«خالتي فرنسا». وهي أفلام أكدت قدرتها على تحمل فيلم كوميدي تقوم ببطولته بمفردها، فقدمت في الصيف الماضي أول بطولة سينمائية لفنانة كوميدية على مر تاريخ السينما المصرية من خلال فيلم «عودة الندلة» الذي اعتمد على تيمة الغدر والانتقام بأسلوب كوميدي. وهو الفيلم الذي اعتبره النقاد إهدارا لطاقة عبلة الفنية التي يمكنها تقديم العديد من الادوار الهادفة بشكل أعمق.
وإذا كان النقاد يرون في افلام عبلة الاخيرة السينمائية، اهدارا للطاقة الابداعية لها، فإن للجمهور رأيا آخر حيث يرونها تجسيدا لحالة مصرية فريدة من نوعها لا تتكرر كثيراً، فهي تتدفق بالأحاسيس وتمتلك مقدرة هائلة على تغيير ملامح وجهها ما بين الحزن والفرح، حتى في لحظة سكوتها لا تعرف هل هي سعيدة أم حزينة. وهو ما ينعكس على أعمالها التي أفرزت من خلالها طاقة تمثيلية هائلة تزيد من شعبيتها يوما بعد يوم، وبشكل جعل المنتجين يتهافتون عليها لأنهم يعلمون جيداً أن اسم عبلة كامل في اي فيلم سينمائي هو فرس الرهان الرابح لهم. علاقة عبلة كامل بالتلفزيون كانت جيدة الملامح منذ البداية التي شهدت مولدها في «ليالي الحلمية» حين راهن عليها المخرج اسماعيل عبد الحافظ وبات وجهها معروفا للجمهور، وجاء توهجها الحقيقي مع نور الشريف في مسلسل «لن اعيش في جلباب أبي» الذي قدمت فيه دور فاطمة بائعة الكشري، ليصدقها المشاهدون حتى وهي تقوم بدور الأم للممثل محمد رياض. الطريف أنها كانت دائما ما تقول لمحمد رياض وقت تصوير المسلسل: «إياك أن تظن أنك أصغر مني لهذه الدرجة». وبعدها استمرت نجاحات عبلة مع التلفزيون حيث عرضت لها أعمال «حديث الصباح والمساء» و«حد السكين» و«أين قلبي» و«ريا وسكينة» وأخيرا في رمضان الماضي قدمت شخصية علية شبانة شقيقة عبد الحليم حافظ في مسلسل «العندليب حكاية شعب». وتستعد عبلة كامل حالياً لدخول منطقة شائكة وشديدة الحساسية اثار حفيظة عدد من الفنانات المحجبات، حيث ستقوم ببطولة مسلسل تلفزيوني جديد بعنوان «حق مشروع» تأليف محمد صفاء عامر، ومن إخراج مجدي أبو عميرة، تدور أحداثه حول ظاهرة الحجاب التي انتشرت بشكل ملحوظ بين الفنانات اللاتي أقدم الكثير منهن على اعتزال الفن وأحوالهن بعد الحجاب والحياة الجديدة التي يعشنها بعد الحجاب. وعموما فان عبلة لم تتنازل في التلفزيون كما تنازلت في السينما، حيث لم تقبل ادواراً أقل من إمكانياتها، بل حرصت على اختيار الأعمال الجيدة التي دعمت مكانتها لدى الجمهور. في حياة عبلة الشخصية لغز كبير ومحير، فبالرغم من التزامها الأخلاقي وعشقها للجو الأسري وابتعادها عن حياة الصخب فضلاً عن كونها «طاهية ماهرة» وربة منزل من الطراز الأول، إلا أن زيجاتها لم تستمر لتنتهي بالانفصال الهادئ، حيث تزوجت مرتين أولاهما من فنان غير معروف كان زميلا لها في بداياتها يدعى أحمد كامل، وانجبت منه ابنتيها التوأم زينب وفاطمة، ولكن سرعان ما وقع الطلاق، ثم تزوجت بعده بنحو 12 عاماً من النجم محمود الجندي، الذي كان يشاركها في ذلك الوقت بطولة مسلسل «امرأة على حد السكين» تلك الزيجة التي لعبت فيها المنتجة ناهد فريد شوقي دوراً كبيراً بعد أن أقنعت عبلة بالزواج من الجندي، ولكن لم يستمر ذلك الارتباط كثيرا، حيث تم الطلاق بينهما بعد عامين، ولم يفصح اي منهما عن السبب، واكتفيا بجملة واحدة «كل شيء قسمة ونصيب».[/b]
[b][/b]
[b][/b]
[b][/b]
[b]Noshoooo[/b]